إن أطفالك هم تلك الصفحة البيضاء التي يمكن لك أن تخطي عليها ما تشائين من كلمات، وهم أيضا تلك الأرض التي يمكن لك أن تغرسي فيها ما أردت من الفكر. وحتى تكون ثمرة تلك الكلمات والغروس صالحةً زكيةً، فأنت مدعوة صحبة زوجك إلى كسب أهم الرهانات وأصعبها، ألا وهو النجاح في إيجاد الطرق التربوية السليمة التي تضمن لكما حسن التعامل مع هؤلاء الأطفال، وخاصةً كيفية إثنائهم عن ارتكاب الأخطاء بالشكل الصحيح. أنت تدركين طبعا سيدتي بأن الضرب هو من أسوء الأساليب المعتمدة في العقاب، حيث أثبتت الدراسات العديدة بأن الصغار عادةً لا يفهمون لماذا يضربهم أهاليهم، وذلك لأن حاسة الإدراك عندهم لم يكتمل نموها بعد، مما من شأنه أن يعزز سلوك العنف لديهم وليس العكس. أما إذا ما ترك هؤلاء من دون محاسبة، فسيدفعهم ذلك إلى التمادي وتكرار سوء الصنيع المرة تلو الأخرى، والحصول بذلك على جرعة زائدة من الدلال قد يكون لها انعكاسات سلبية عديدة على مستقبل حياتهم فيما بعد. فما العمل إذا لردع الصغير من دون إيذاء نفسيته؟ وكيف السبيل إلى النجاح في مسك العصا من المنتصف؟ كل هذه الأسئلة تجدين الإجابة عنها في الأسطر الموالية من هذا المقال. تابعي معنا إذا سيدتي!
هذه الأساليب التربوية تغني عن ضرب الطفل
1. الوقت المستقطع
تعتبر طريقة الوقت المستقطع البديل الصحي الأكثر شيوعا للضرب؛ فما أصعب أن يجد الطفل نفسه وحيدا في غرفته ومن دون أية ألعاب تسليه بينما يستمتع إخوته باللهو بجانب الأسرة. وعلى الرغم من نتائجها المثمرة، فإننا ننبهك إلى عدم اللجوء إلى هذه الطريقة إلا في حال بلغ صغيرك عمر الثلاث سنوات. أما مدة الوقت المستقطع، فعليك تحديدها بحسب السن؛ فمثلا يمكنك إبقاء الطفل وحيدا لمدة 5 دقائق لا أكثر إن كان عمره 4 سنوات، ومن ثم الترفيع في هذه المدة مع تقدم الأيام. أخيرا، ندعوك سيدتي إلى التحلي بالكثير من الثبات وعدم التراجع مطلقا أمام بكاء الصغير وتعبيره عن حزنه، ولكن قبل أن تفكري في اللجوء إلى الأمر، عليك أن تسبقيه بعدة تحذيرات من جانبك أنت وزوجك، عل الطفل يعتذر ويتراجع من تلقاء نفسه، فكما هو معلوم، فإن الهدف من العقاب هو تحسين السلوك وليس مجرد العقاب بحد ذاته.
ز
2. المشاركة
تذكري دائما سيدتي بأن العقاب يجب أن يكون بحجم الخطأ وليس أكبر منه؛ فإذا قام صغيرك مثلا بإحداث الفوضى عمدا، فلا تفكري في ضربه أو حتى في تحديد وقت مستقطع بالنسبة له، بل دعيه يضع في اعتباره بأنه مجبر على تحمل مسؤوليات صنيعه، وذلك عبر إرغامه بنبرة صارمة وغير قابلة للنقاش على ضرورة القيام بالتنظيف حتى يدرك كم أن الأمر مزعج ومتعب. أعتقد أنه سيفكر كثيرا قبل أن يعيد الكرة مرةً أخرى، أليس كذلك؟!
ز
3. المناقشة والحوار
بمجرد بلوغه سن الإدراك، سيكون من الأفضل للطفل أن تتم معاملته كشخص ناضج وكبير، ومن أجل ذلك فأنت مدعوة سيدتي إلى التحلي بالطاقة الكاملة من أجل محاورته حول العديد من المواضيع بشكل رصين؛ أخبريه دائما أنك في حاجة إلى القليل من الوقت لمناقشته بطريقة جادة حول سلوكاته السيئة، وتذكري دائما بأن أسلوبك الهادئ والصارم في نفس الوقت سيجعله يستمع إليك بشكر أفضل. لا تنسي أيضا بأن تذكريه في نهاية كل حديث بعواقب التمادي في مواصلة نفس الأخطاء وأنك أيضا تمتلكين جميع السبل لفعل ذلك بكل يسر.
ز
4. حرمانه من الأشياء التي يحبها
تعتبر هذه الطريقة مثاليةً لمعاقبة الطفل أيضا، حيث يمكن ردع هذا الأخير عن التمادي في خطئه عبر حرمانه من الأشياء التي يحبها، كلعبته المفضلة مثلا أو أيضا الحلوى التي يرغب في تناولها دائما. وفي حال مواصلة التذمر، ندعوك إلى إرجاع هذه الأشياء مكانها فورا وتمديد فترة الحرمان إلى مدة أطول حتى يتعود على طلب ما يريد بشكل لبق. وتماما كما هو الحال بالنسبة إلى طريقة الوقت المستقطع، أنت مطالبة عند اعتمادك هذا الأسلوب بأن تكوني حاسمةً أيضا في قرارك وأن لا تتراجعي عنه مهما اشتكى الطفل أو زاد صراخه.
ز
5. إلغاء الرحلات أو الحفلات
تعتبر هذه الطريقة مثاليةً لمعاقبة الأطفال الذين بلغت أعمارهم سن الست سنوات أو أكثر من ذلك، فكثيرا ما يحب هؤلاء الذهاب في رحلات مع الأصدقاء، أو أيضا التنزه في الحدائق العامة والسباحة واللعب على شاطئ البحر وغيرها من النشاطات الأخرى، ومن أجل ذلك فإن إلغاء هكذا برامج سيكون له الأثر الكبير علي هؤلاء الأطفال. وحتى لا تكوني قاسيةً كثيرا على صغيرك، يمكنك تهديده بالأمر أولا، وإن لم يستجب فانتقلي مباشرةً إلى الخطوة العملية وسيري فيها إلى النهاية حتى تثبتي له بأنك جادة في كل ما تقولينه.