هذا الغذاء البسيط يُنصح بتناوله يوميًا بعد سن الخمسين… وخبير غدد صماء يوضح لماذا هو مهم جدًا للصحة

5 دقيقة للقراءة

بعد بلوغ سن الخمسين، تبدأ العديد من التغيرات الطبيعية في الظهور داخل الجسم. يتباطأ الأيض، تقل الكتلة العضلية تدريجيًا، ويصبح الجسم أكثر عرضة لأمراض القلب واضطرابات السكر ومشاكل الذاكرة والبصر. في هذه المرحلة، لا يعود الاهتمام بالصحة خيارًا، بل ضرورة، ويصبح النظام الغذائي أحد أهم مفاتيح الشيخوخة الصحية.

وسط كل النصائح الغذائية المعقدة والمكملات الباهظة، يبرز غذاء بسيط ومتوفر في كل بيت، طالما أُثير حوله الجدل، لكنه اليوم يستعيد مكانته بقوة: البيض.

البيض… من متهم إلى حليف للصحة

لسنوات طويلة، كان البيض متهمًا رئيسيًا بسبب احتوائه على الكوليسترول، ونُصح كثير من الأشخاص، خصوصًا بعد سن الخمسين، بتقليل استهلاكه أو تجنبه تمامًا. غير أن الأبحاث الحديثة غيّرت هذه النظرة بشكل جذري.

فقد أوضح الباحث في علم وظائف الأعضاء جوفري زول من جامعة ستراسبورغ، في تصريحات لمجلة 60 مليون مستهلك، أن الكوليسترول الغذائي لا يؤثر بشكل مباشر على مستوى الكوليسترول في الدم كما كان يُعتقد سابقًا. فالجسم، وبالتحديد الكبد، هو المسؤول الرئيسي عن تنظيم إنتاج الكوليسترول.

وبالتالي، فإن تناول البيض باعتدال – حتى بيضتين يوميًا لدى الأشخاص الأصحاء – لا يشكل خطرًا على القلب، وهو ما يفتح الباب لإعادة إدخاله بثقة ضمن النظام الغذائي اليومي.

رأي خبير غدد صماء: لماذا يُنصح بالبيض بعد سن الخمسين؟

في مجلة Parade الأمريكية، شدّد طبيب الغدد الصماء الدكتور ديفيد آهن على الفوائد الكبيرة للبيض، خاصة لدى الأشخاص الذين تجاوزوا الخمسين. وأكد أن استهلاك بيضة واحدة يوميًا لا يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية أو السكتات الدماغية أو أمراض القلب.

على العكس تمامًا، يرى الخبير أن البيض من الأغذية القليلة التي تجمع بين القيمة الغذائية العالية وسهولة الامتصاص، وهو ما يجعله مثاليًا لهذه المرحلة العمرية.

دعم توازن السكر في الدم وحماية القلب

من أبرز مزايا البيض أنه فقير بالكربوهيدرات وغني بالبروتينات عالية الجودة. هذا الأمر يساعد على تثبيت مستوى السكر في الدم ومنع الارتفاعات المفاجئة التي تضر بالأوعية الدموية.

حتى لدى الأشخاص غير المصابين بالسكري، فإن الحفاظ على سكر دم مستقر يقلل من الالتهابات المزمنة ويحمي الشرايين، مما ينعكس إيجابًا على صحة القلب على المدى الطويل، وهو عنصر أساسي للشيخوخة الصحية.

غذاء مهم للدماغ والذاكرة

مع التقدم في العمر، تصبح الذاكرة والتركيز من أكثر الوظائف التي تحتاج إلى دعم غذائي. هنا يبرز دور البيض كمصدر غني بمادة الكولين، وهي عنصر أساسي لصحة الدماغ.

الكولين ضروري لإنتاج ناقل عصبي يُعرف بالأستيل كولين، والذي يلعب دورًا مهمًا في الذاكرة والتعلم. ووفقًا للدكتور آهن، فإن الأشخاص الذين يحصلون على كميات كافية من الكولين يُظهرون أداءً أفضل في الاختبارات المعرفية مع التقدم في العمر.

حماية البصر وتقليل خطر فقدان الرؤية

مشاكل النظر من أكثر التحديات شيوعًا بعد سن الستين، خاصة ما يُعرف بالتنكس البقعي المرتبط بالعمر. البيض يحتوي على عنصرين مهمين لصحة العين: اللوتين والزياكسانثين.

هذان المضادان للأكسدة يساعدان على حماية الشبكية من التلف الناتج عن التقدم في السن، وقد أظهرت الدراسات أن استهلاكهما بانتظام يقلل من خطر فقدان البصر، مما يجعل البيض غذاءً داعمًا لصحة العين.

كيف نُدرج البيض في النظام الغذائي اليومي؟

من أكبر مزايا البيض مرونته وسهولة تحضيره. يمكن تناوله في الإفطار، أو إضافته إلى السلطات، أو استخدامه في الأطباق الرئيسية، الشوربات، وحتى الحلويات. هذه السهولة تجعله خيارًا عمليًا للأشخاص الذين يرغبون في تحسين تغذيتهم دون تعقيد.

اختيار البيض الجيد: نقطة لا يجب إهمالها

للاستفادة القصوى من القيمة الغذائية، من المهم اختيار البيض بعناية. الرقم المطبوع على قشرة البيضة يوضح طريقة تربية الدجاج:

  • 0: بيض عضوي
  • 1: تربية في الهواء الطلق
  • 2: تربية أرضية
  • 3: تربية في الأقفاص

البيض العضوي أو القادم من تربية في الهواء الطلق يُعد خيارًا أفضل من حيث الجودة.

التخزين الصحيح لتفادي المخاطر الصحية

هل يُحفظ البيض في الثلاجة أم في درجة حرارة الغرفة؟ وفقًا لخبيرة السلامة الغذائية ماريان شيمالي من الوكالة الوطنية للسلامة الصحية الغذائية، فإن الطريقتين ممكنتان، لكن التخزين في الثلاجة يُعد أكثر أمانًا لتقليل خطر التسمم بالسالمونيلا.

الأهم هو تجنب التغيرات المفاجئة في درجة الحرارة، لأن الرطوبة قد تُضعف القشرة الواقية للبيضة وتسمح بدخول البكتيريا.

بعد سن الخمسين، يصبح اختيار الغذاء الذكي مفتاحًا للحفاظ على الصحة والاستقلالية وجودة الحياة. البيض، رغم بساطته، يُعد غذاءً متكاملًا يدعم القلب، الدماغ، البصر، وتوازن السكر في الدم. وعند استهلاكه باعتدال واختياره بعناية، يمكن أن يكون عنصرًا أساسيًا في رحلة الشيخوخة الصحية.

Share This Article